ذو النورين عثمان بن عفان

الوصف

“ذو النورين عثمان بن عفان: الخليفة الذي غير معالم الحُكم في الإسلام”

ملخص الكتاب:

“ذو النورين عثمان بن عفان” هو كتاب من تأليف الأديب والمفكر عباس محمود العقاد، يستعرض فيه سيرة الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، مركزًا على جوانب شخصيته وأسلوب حكمه، وكيف أن اختياره لخلافة المسلمين لم يكن مجرد تصعيد لشخصية سياسية، بل كان نقطة تحول مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية. يتناول العقاد في الكتاب الخلفية الاجتماعية والسياسية التي عاشها العرب قبل الإسلام، مبرزًا ما كان يعانونه من ظلم الحكام، وكيف جاء الإسلام ليعطي الحاكم والمواطن على حد سواء حقوقًا وواجبات، ويؤسس لمفهوم المحاسبة والمراقبة على أفعال الحاكم، وهو ما يراه العقاد أحد أصول الديمقراطية.

كما يتحدث الكتاب عن الحادثة المشهورة لمبايعة عثمان بن عفان بالخلافة بعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، في ظل وجود اثنين من كبار الصحابة المرشحين للخلافة: الإمام علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف. ينفي العقاد أن تكون مبايعة عثمان قد تمت من خلال “خديعة” للإمام علي، بل يوضح كيف أن اختيار عثمان كان نتيجة عملية ديمقراطية شارك فيها الصحابة كافة.

ما ستكتشفه في الكتاب؟

من خلال هذا الكتاب، سيكتشف القارئ العديد من الجوانب التي قد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين عن شخصية عثمان بن عفان. سيتعرف على دوره الحاسم في الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، وكيف ساهم في تطوير دولة الإسلام في فترة خلافته، من خلال مشروعاته الكبرى مثل جمع القرآن الكريم. سيكتشف القارئ أيضًا كيف كان عثمان يواجه الأزمات السياسية الداخلية، وكيف تصرف بحكمة في أوقات الشدة، رغم انتقادات البعض لأسلوب حكمه.

كما يتعرف القارئ على تاريخ الحياة السياسية للمسلمين في مرحلة الخلافة، ويرى كيف أن العقاد لا يركز فقط على الجوانب السياسية، بل يستعرض عثمان كإنسان بكل ما يحمله من صفات إنسانية وأخلاقية. الكتاب يقدم صورة شاملة للخليفة الذي حكم في فترة مضطربة، ويشدد العقاد على أهمية فهم تطور مفهوم الحُكم والمشاركة السياسية في المجتمع الإسلامي.

لماذا يجب عليك قراءة الكتاب؟

يعد “ذو النورين عثمان بن عفان” كتابًا مهمًا لفهم أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، وكيف كان أسلوب حكم عثمان بن عفان تأثيرًا كبيرًا على دولة الإسلام الناشئة. قراءة الكتاب تمنح القارئ فرصة للتعرف على خلفيات تاريخية وفكرية وسياسية تعود جذورها إلى فترة الخلافة المبكرة. العقاد يقدّم للقراء تفسيرًا عميقًا ومدروسًا لأحداث هامة من تاريخ الأمة الإسلامية، بما في ذلك مفهوم الحكم الشرعي، ومحاسبة الحكام، والاختيارات السياسية الكبرى التي كانت تجري بين الصحابة.

الكتاب أيضًا مفيد لكل من يهتم بتطوير الفهم الديمقراطي الإسلامي، حيث يسعى العقاد من خلاله إلى إظهار كيف أن الشورى والمشاركة في القرار كانت جزءًا لا يتجزأ من أسس الدولة الإسلامية، بل كانت أساسًا لبناء حضارة إسلامية متماسكة.

عن الكاتب:

عباس محمود العقاد (1889 – 1964) هو واحد من أعظم المفكرين والأدباء في مصر والعالم العربي في القرن العشرين. وُلد في أسوان ودرس في القاهرة حيث بدأت رحلته الأدبية التي جعلته واحداً من أعلام الفكر العربي. تنوّعت أعماله بين الأدب، الفلسفة، التاريخ، وعلم الاجتماع، حيث نشر أكثر من مائة كتاب في شتى المجالات، من أبرزها “عبقرية محمد”، “عبقرية عمر”، و”أبو الشهداء الحسين بن علي”.

كان العقاد يتمتع بقدرة غير عادية على الدمج بين العمق الفكري والبساطة الأدبية، مما جعل كتبه تثير اهتمام القراء والنقاد على حد سواء. اشتهر بمعاركه الفكرية مع العديد من المفكرين والأدباء مثل أحمد شوقي، وطه حسين، وزكي مبارك. كان أيضًا عضوًا في مجمع اللغة العربية وله إسهامات كبيرة في مجال الأدب الصحفي والشعري. يعد العقاد من الرواد الذين أسهموا في النهضة الفكرية في العالم العربي بفضل موسوعيته وعمق تفكيره النقدي.